الذبابة المنزلية
نبذة مختصرة
تنتشر الذبابة المنزلية في كل بلدان العالم ولكنها أكثر تأقلماً للمعيشة في المناطق الدافئة، وهي تعتبر من أهم الحشرات التي تسبب مشاكل صحية في البيئة حيث تصاحب الإنسان خلال نشاطة اليومي في كل مكان سواء داخل أو خارج المنزل أو في مواقع العمل أو في أماكن الراحة والإستجمام مسببة له كثير من الإزعاج، وهي حشرة تفرض نفسها على الإنسان حيث تتناول كل ما هو متاح أمامها من أصناف الطعام والفضلات، ومن هنا تكمن خطورة هذه الحشرة على الصحة العامة، إذ بحكم سلوكها وطبيعة معيشتها يمكنها حمل كثير من المسببات المرضية ونقلها ميكانيكياً للإنسان وحيواناته المستأنسة.
الصفات العامة
تتميز الذبابة المنزلية بأجزاء فم لاعقة، وقرن إستشعار من النوع الأريستي وهو بني اللون، الأرجل لونها بني مسود والأجنحة ذات لون رصاصي باهت وقاعدتها مصفرة.
ذكر الذبابة المنزلية طوله 5.8-6.5 مم، العينان مركبتان متقاربتان من بعضهما، الصدر لونه رصاصي داكن وعليه أربعة خطوط طولية متساوية الطول وداكنة اللون وهي تمتد حتى الحافة الخلفية لصفيحة Scutum، البطن مصفرة اللون ويمتد في وسطها خط طولي أسود اللون.
أنثى الذبابة المنزلية عادةً تكون أكبر حجماً من الذكر وطولها 6.5-7.5 مم، العينان المركبتان في الأنثى بينهما فاصل واضح، لون الصدر رصاصي مصفر وعليه نفس الأربعة خطوط الطولية الموجودة في الذكر، بطن الأنثى بوجه عام ذات لون رصاصي فضي مع وجود بعض الأشرطة الداكنة على الجانبين.
وتجدر الإشارة هنا إلى ذبابة المنزل الصغيرة The little house fly واسمها العلمي Fannia canicularis والتي تشبة الذبابة المنزلية العادية ولكنها أكثر سواداً منها، ويوجد على صدرها ثلاثة خطوط بنية اللون، ومن سلوك هذه الذبابة أنها تشاهد وهي واقفة ومحلقة في وسط الحجرة ثم تطير للأمام وللخلف ويتكرر هذا السلوك باستمرار.
السلوك The Behavior
ينجذب الذباب المنزلي إلى المادة العضوية المتحللة والمتخمرة حيث يتكاثر في القمامة وبقايا الفاكهة والخضروات وروث الحيوانات والطيور وهو يفضل بشدة روث الخيل ولكن لفترة زمنية صغيرة بسبب سرعة تحللة، وعادةً لا يتكاثر الذباب المنزلي في براز الإنسان بإستثناء بعض الأنواع التي تعيش بالقرب من المراحيض المفتوحة في بعض المناطق الحارة مثل ذبابة المرحاض Fannia scalaris
يطير الذباب في حالة عدم توفر الغذاء بطريقة عشوائيةن وبمجرد عثوره على الغذاء المفضل فإنه يطير بإتجاهه في شكل حلزوني أو دائري، ويتعرف الذباب على غذائه بواسطة حاسة الشم ويتذوقه بواسطة أعضاء حسية منتشرة على أجزاء الفم والأرجل كما أن لعامل الرطوبة دوراً في ذلك.
ومن الملاحظ أن الطعام المحتوي على سكر أو نشا يصبح أكثر جذباً للذباب خاصةً عندما يكون سبق التغذية عليه بواسطة مجموعة أخرى من الذباب.
الذباب المنزلي جيد الطيران وتقدر سرعته بحوالي 6-8 كم/ ساعة، ولذلك من السهل طيرانه لمسافات بعيدة إلا أنه عادةً يميل إلى التواجد بالقرب من أماكن توالده وذلك في حدود دائرة نصف قطرها 100-500 متر، وأن انتشارة لمسافات بعيدة يكون عادةً محدود ولا يتعدى 1-3 كم، ولكن بناء المنازل مجاورة لبعضها البعض قد يعطي فرصة جيدة للذباب في الإنتشار لمسافات بعيدة وذلك من خلال سلسلة من الطيران قصير المدى.
تختلف كثافة الذباب المنزلي على مدار العام في منطقة ما عن أخرى طبقاً للمناخ ومدى ملائمة بيئة التوالد، ففي معظم مناطق العالم ذات المناخ المعتدل كما في مصر تكثر أعداد الذباب في فصل الربيع وخلال أشهر الصيف وحتى أوائل الخريف، ثم تقل الأعداد مع بداية فصل الشتاء.
دورة الحياة
تضع الأنثى بيضها في صورة كتل كل منها 100-150 بيضة، وذلك على الطبقة السطحية لبيئة عضوية متحللة تتوافر فيها رطوبة ودرجة حرارة مناسبة، البيضة لونها أبيض وهي مطاولة الشكل، طولها 1 مم وعليها درزان بينهما انخفاض وهو الذي تنشق عنه البيضة بعد 8-24 لتخرج اليرقة.
اليرقة بيضاء اللون وناعمة الملمس، وتتكون من 13 حلقة وهي عديمة الأرجل ولها طرف أمامي مدبب يحمل زوج من الخطاطيف الفمية، النهاية الخلفية لليرقة مستديرة وتحمل الزوج الخلفى من الثغور التنفسية.
تفضل اليرقة درجة الحرارة 35º م، كما تحتاج إلى رطوبة عالية وتتجنب الضوء بشدة، ولا تتحمل درجات الحرارة الأعلى من 45ºم ولذلك فهي تعيش بالقرب من سطح بيئة التوالد على بعد 10-15 سم لكي تتحاشى إرتفاع درجة الحرارة الناتجة عن تخمر أكوام القمامة والروث، وهي تتغذى على البكتريا والخمائر والمواد العضوية المتحللة حيث تكبر في الحجم وتنسلخ مرتين حتى يكتمل نموها ويصبح طولها حوالي 12 مم وتستغرق هذه المرحلة حوالي 5-14 يوم حس درجة الحرارة.
عادةً تكف اليرقات الناضجة عن التغذية وتكون نشيطة جداً حيث تهاجر إلى طبقات التربة الأقل حرارة والأكثر جفافاً أو على جوانب أكوام القمامة حيث تعذر في مكانها داخل جلد إنسلاخها الأخير والذي يأخذ شكل غلاف برميلي طوله حوالي 4-5 مم وهو ذو لون أبيض مصفر خلال 1-2 ساعة الأولى ثم يتغير لونه تدريجياً إلى البني الفاتح ثم الداكن أو الأسود خلال 24 ساعة، تستغرق مرحلة العذراء من 3-5 أيام ثم تخرج الحشرة الكاملة عن طريق شق الغلاف البرميلي من طرفه العلوي بواسطة تمدد وإنكماش درز Ptilinum الموجود بين العيون المركبة.
تتزواج الحشرات الكاملة بعد مرور يومين من الفقس عند درجة حرارة حوالي 30ºم، وتلعب كل من الرؤية والرائحة دوراً هاماً في التزاوج ويفرز كل من الذكر والأنثى فرمون يطلق عليه Muscalure له علاقة بالتزاوج واتصال الأفراد ببعضها، وتبدأ الأنثى في وضع أول كتلة من البيض وقد تحتاج إلى أكثر من أسبوع إذا كانت درجة الحرارة في حدود 15ºم، أما إذا إنخفضت درجة الحرارة عن ذلك فلا تضع بيضاً، وتضع الأنثى من 3-4 مرات بيضاً طوال حياتها. تعيش الحشرات الكاملة في فصل الصيف لعدة أسابيع، كما تعيش مدة أطول في الطقس البارد، وخلال موسم الربيع حيث درجات الحرارة المعتدلة فإن متوسط طول فترة الجيل (بيضة – حشرة كاملة) يبلغ حوالي عشرة أيام، وهذا يعني أنه تحت هذه الظروف من الممكن أن يكون للذبابة المنزلية حوالي 10-12 جيلاً في الفصل الواحد.
The life cycle of the house fly is typical of muscoid type of development: A = eggs (also shown enlarged), B = larvae (maggots), C = larva forming a puparium, D = puparia (pupae) [note inflatable organ (ptilinum) to help the young fly break out of the puparium], E = adult. The distinctive spiracular plate of a third- instar larva house fly is also shown (K. Stafford).
se fly is also shown (K. Stafford).